منتديات العباقــــــــرة

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات العباقــــــــرة

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

منتديات العباقــــــــرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بسم الله الرحمن الرحيم * الحمدلله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * اياك نبعد و اياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *

    عربي تعدى.. قصة قصيرة

    مختار سعيدي
    مختار سعيدي
    عبقـــري جديد
     عبقـــري  جديد


    ذكر
    عدد الرسائل : 1
    العمر : 72
    الدولة : الجمهورية الجزائرية
    السمعة : 0
    النقاط : 26880
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009

    m1 عربي تعدى.. قصة قصيرة

    مُساهمة من طرف مختار سعيدي الأحد أغسطس 30, 2009 6:36 pm


    عربي تعدى ...




    السياج ، والجدار ، والحراسة ... لماذا ؟
    كانت تتحدى بلطفها تآكل الزمن وطقوسه ، واقفة تضاهي بنسغها الدم وتحادي بيخضورها الروح ، واقفة تترنح على ايقاع النسيم المعلول بحبها وهيبتها ، تتهدهد وتغازل التعاقب على اللباس المدلهم فوق وضم العرض للعرض في هرج الأنوار الكاشفة لكنوز الأسرار، ما أمهرهم في وضع المسحوقات ..
    محطة كانت للنظر واشعاعا للهف المشاعر النبيلة ، كانت اللمسة الجميلة التي تضع الفرح وتزيل تعب ذلك الشارع الطويل ، فيها سر الابتهاج ، تعاكس مارته وتصنع مسك ختامه ، تلقن بسمات السلام ، وتهب مفاتيح الراحة عند أبواب التعب ، تضفي تواصل الزمن الربيعي في النفس التواقة للتنافس من أجل الأجمل على معادلة الحظوظ ، ينطلق من محياها نغم الحياة اللعوب ، يكسر الملل لصنع نكهة الاعادة ، ولذة دافع الوهيج المتدفق من عمق الوجدان ، يسعر ، ويزيد في لهب الغرائز الخامدة .. كانت تصور حدة معان الحياة .. كلمت الحق وظفت للباطل .. يصبح عليها الجميع ويمسي ، تتصدر روائع الحديث ، وتنتهي بها الأمثال في أحضان الجلسات الحميمية التي تلهمها لمريديها ، تحضن بكل رفق وحنو بسمة الاعجاب المسترسلة ، تهزم الحزن والغضب ، وتزهر أودية التائهين في عوالم الكلم .. قال عنها الراهب ، انتعاش الروح ، وقال الحاكم بلسم الجروح ، وقال الشاعر أسطورة البوح .. لا شك أن في الأمر سر ..يذكرها كل شيء ، حتى قطرات الندى البلورية التي كانت تسكبها في عسعسة الليل ويكفكفها تنفس الفجر الواعد ، الكل يذكر انحناءها من الضحى الى العصر، أرهقت بتواضعها أنفة الدهر وشموخ الموت وعنفوان القبر في كل صدر ..هكذا كانت ، أبت سخرية الدهر وهي تعبث بأظافر الشر الا أن تزرع الذعر في مقامات الزهر، متطاولة انتزعت لواء التسامح ورمز المحبة ، وألبست المدينة بل الوطن كله رداء السؤال وسخط البال ..
    ـ من فعل هذا بجميلتنا ؟ لا يمكن الا أن يكون حيوانا يمشي على اثنين ويأكل بأربعين ..
    ـ من اقترف هذه الجريمة في حق النظر، في حق البصر، في حق الانسانية جمعاء والبشر؟ ...
    وأنا أقرأ الخبر قلت في نفسي لعلها تكون خبيرة اكتشفت مفعولا يربو رغيف الخبز والحريرة ، أو كيل الأرز أو الذرى أو الشعير حتى ، أو تمر الحميرة ، انشغلت بهذا ورحت أستعظم الخسارة التي منيت بها البشرية في شخص هذه العبقرية ، وراح لساني يلتهم الكلمات في الفراغ كآلة انفصلت عن الجزء الذي يشتغل بها ، وما أيقظني الا صراخ ذلك الطفل في فلسطين ، وأنين الشيوخ والنساء في العراق ، وضحايا المجاعات في افريقيا ، كانت هذه الأصوات خامدة فثارت دفعة واحدة ، فعدت الى الحياة المرة ، وجدت نفسي أجلس في فناء المقهى وحيدا ، منعزلا ، مهلهلا ، أمام فنجان قهوة أصارع آليات لسعات الذباب وهرج الأحباب ، ورائحة البن والتبغ وتعفن الباب ... ما أبشع الحضارات القاهرة .. عدت الى حيث افترق اللسان و الجنان ، أعيد بتركيز أقوى و أكبر وعزيمة مسلسلة قراءة الفقرات التي صنعت ما تبقى من النص وأنا أقول في قرارة اليرقاء التي بدأت تهدل على الأطلال ..كم يحسنون قص الخطاب وتربيع الحساب وخياطة الثياب ..
    ـ قال الشاهد : فعلها ذلك الذي جرفه الينا السيل وجاء به السبيل .
    قيدوه ، صفعوه ، دفعوه ، ركلوه وفي مركز التحقيق وضعوه .
    ـ ما اسمك وما لقبك ولماذا فعلت فعلتك الشنيعة تلك ؟
    ـ أنا عاملكم الظريف ، أكنس شوارعكم ، أسقي حدائقكم ، أنظف مصاريف مياهكم الزخمة ، أرمي فضلاتكم ، أنا محرك آلاتكم ومراكبكم ومركباتكم ، مشيد حضارتكم أنا ، أنا أنا ، وأنتم الأنا ..أما هي ، لقد أعجبتني يا سيدي ، فأهديتها لصغيرتي ، وضعتها فوق قبرها رسالة وفاء لذلك الطفل الفلسطيني ، الى أطفال صبرا ، الى كل شهداء البراءة ، شهداء غزة .
    ـ هذه هي جريمتك ، جريمة يعاقب عليها القانون في حضارتنا .
    ـ ومتى كان الاعجاب جريمة في حق البشرية ؟
    ـ دعك ، وقل شيئا آخر
    ـ في بلدي يا سيدي ، مثلها هدية الفقير، في بلدي ، يا سيدي ، هي زينة الغدير ومهد الفراشات ووكر للعصافير، في بلدي هي عطر السفير، قطفها حب لطيف ، وتركها حب عنيف .. انكم تهدوننا الرصاص ، وطعنات الخناجر على القرطاس ، ونحن نهديكم العرق على مد الشفق .
    ـ بلدكم جحيم ، ، ، هذه الأنانية هي التي تعاقب عليها قوانيننا ... فعلتك تلك جريمة .
    ـ كل الأشياء نتقاسمها في بلدي .
    ـ قتلت الأمل ، قتلت البسمة ، قتلت الرفق ، قتلت الذوق الجميل .
    ـ هذه نباتات ، يا سيدي ...
    ـ قلت لك دعك ، كفى فلسفة ، أنتم مفسدون
    ـ مثلها يا سيدي ، في بلدي ، فراش في النزهة ، وباقات في مزاهر البيوت ..
    ـ من أين لكم هذا ؟ ، أنتم وحوش ، ارهاب ، ليس لكم من المدنية و التحضر شيء ... لا ثقافة لكم ولا مدنية ، ولا حضارة ... ارحلوا عنا .. ارحلوا عنا .. يهم الرجل بالانصراف ...
    ـ لا ، لا ، لا أقصد هذا ، أقول لا تأتوا الينا اطلاقا ، أما وقد جئتم وأرقتمونا ، فيجب علينا الآن تأديبكم ، وترويضكم ، وتربيتكم ، كما تروض أشباهكم
    ـ سيدي ، ماذا بعد ...هذه دماؤنا في أنابيبكم ، وعرقنا في شرايينكم ، وأرواحنا عالقة في رقابكم ،... فماذا بعد ؟
    ـ رغما عنكم ...لا تصلحوا لشيء .. خذوه .
    حينها كانت الصحافة تتزاحم أمام باب المركز ، استنفار عام للأرمدة الاعلامية الغربية ، ووكالات الأنباء تتناقل خبر العربي الذي تعدى وقطف وردة


    مختار سعيدي

    حريتنا في الحلم بركان .. لا يعرف أحد متى يثور.. هكذا نمارس الكتابة

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 6:51 am